حلم بالقفص الذهبي ،،ولكن!!

بقلم:كارم القصاص:

بينما أتجول في إحدى الحارات فمررت بمجموعة من الشباب الذ

ين يجلسون في إحدى المتاجر ويتبادلون الحديث مع بعضهم البعض،فسمعتهم يقولون لأحد الشباب مبروك" يافلان" ،فرد هذا الشاب بطريقة أدهشتني جعلتني انتظر لأعرف ما السبب الذي دفع هذا الشاب ليقول هذه العبارة "باريتني متت ولا خطبت بنت الناس"فانتابني بعض الفضول لكي اعرف لماذا قال ذلك،فسألته لماذا تتلفظ بهذا الكلام؟

 

فقال الشاب لأنني كتبت كتابي على فتاة من" تسعة أشهر"،وكان هدفي أن أتزوج بعد شهرمن الخطوبة،فجئت لأكمل الشقة التي سوف من المقرر أن أعيش فيها أنا وزوجتي فلم أجد مواد البناء اللازمة لاستكمال الشقة،حيث كان بحوزتي البعض من المال لاستكمال الشقة ومصاريف الزواج،فمع مرور الزمن وتتابع الأشهر بدأت اصرف هذه النقود،والآن لم يتبقى بحوزتي شئ من هذه النقود ،.....
فقال لي الوالد:" ياابنى بإمكانك أن تستأجر شقة في إحدى البنايات السكنية لحين انفراج هذه الأزمة" فبدأت بالفعل ابحث عن شقة تأويني أنا وزوجتي ،فلم أجد اى شقة في المدينة لاستئجارها ،وان وجدت بعض الشقق ولكن بسعر لا يتصوره عقل،حتى جئت لأشتري غرفة نوم"طقم نوم" فكان ثمنه (2000)دينار أردني بما يعادل مهر العروسة!!

هكذا كانت هذه الأسباب الذي جعلت هذا الشاب يبحث عن الموت بدلا من الفرح والسرور،الذي كانا سيملئان عليه حياته وحيات من حوله ،،ولكن أبت الظروف إلا أن تكون عائقا يتهاوى به الشباب واحدا بعد الأخر،فإنني اتسائل هل هناك احد يتابع أمور هؤلاء الشباب التي باتت أمورهم تسؤ يوما بعد يوم ؟

هل الفصائل الفلسطينية الكريمة في القاهرة تضع انعكاسات هذه القضية محمل الجد؟
أليسو هم جالسون في القاهرة للوصول إلى حلول للقضايا الفلسطينية برمتها؟

إذن لماذا المماطلة والتأجيل جولة تلو الأخرى لكن دون فائدة؟ أقول لكم إن شعبكم في غزة ينتظر على أحر من الجمر، ليري الحوار الوطني النور،لكي تفتح المعابر وتدخل المستلزمات اللازمة من مواد بناء وأخشاب وملحقاتها،إن شعبكم يئن قلبه حزنا من ضيق الحصار الخانق الذي خلق الكثير من القضايا التي بدأت تظهرفي المجتمع الفلسطيني..

 

 

إن هذه القضية حساسة جدا ويجب أن يتحمل المسؤلين ورعاة الأمر هذه القضية لخطورتها،بسبب انعكاساتها وتبعاتها!!حيث أنها لم تؤثر على الشاب فقط ولكنها مرتبطة ارتباطا وثيقا بالفتيات والمجتمع ككل،لأن ذلك يزيد من نسبة العنوسة عند الفتيات في القطاع ،الذي من شأنه أن يوصل المجتمع الفلسطيني في غزة إلى كارثة مجتمعية خطيرة!!
ولكن حمدا لله الذي خلقنا على فطرة الإسلام الذي يقود تلك الظواهر ويحكمها لان شعبنا قادر على التغلب على ذلك، ويحد من وجودها كلما أمكن ،ولكن يجب علينا أن ندرك تماما أن النفوس تختلف عن بعضها البعض!!

فلابد من إيجاد الحلول ووضع هذه القضية موضع النقاش، من اجل الوصول إلى حل لهذه القضية ليستعيد الشاب الفلسطيني همته ويرى أن هناك أناس يهتمون به ويراعون ظروفه ،ولكن "أبا الاحتلال البغيض دون ذلك"
وأنا أناشد المسؤلين إن الشاب الفلسطيني هو عماد المستقبل ،والهدف الذي نسعى جميعا من أجلة وتحقيقه هو بناء جيل قادر على انتزاع حقوقه من الاحتلال الصهيوني ،الذي يبنى جيلا متطرفا وينفق علية الكثير من اجل عدائه للفلسطينيين،فيجب أن نقدم ما نستطيع تقديمه لهؤلاء الشباب الذين يرزحون خلف اليأس،فلو بالإحساس والشعور بهم .

وهنا استطيع أن أقول إنني قدمت لهؤلاء الشباب جزءا بسيطا من معاناتهم من خلال إحساسي وشعوري بهم..!!