عامر عبد المنعم حكومة مصر والمعارك الغلط
أخطر ما يضعف مصر ويسييء إليها في الآونة الأخيرة هذه المعارك الغلط التي تخوضها الحكومة المصرية ضد جماعات وقوي عربية وإسلامية وتوجيه المدفعية الإعلامية في حروب طائشة تخدم أعداء الأمة. آخر هذه المعارك المفتعلة المعركة ضد حزب الله. من يقرأ الصحف المصرية ويتابع الإعلام المصري يشعر وكأن الحرب العالمية قد قامت، مانشيتات وافتتاحيات الصحف وبرامج التلفزيون لا حديث لها غير مؤامرة حزب الله علي أمن مصر.

الغريب أن هذه الحرب الإعلامية هي نسخة مكررة من الحرب علي حماس. لقد قيل ذات الكلام عن حركة حماس وكالوا لها ذات الاتهامات بتهديد أمن مصر وقيل نفس الكلام الممجوج من ذات الأقلام وذات الأبواق التي أساءت إلي مصر وشوهت صورتنا في العالم الإسلامي.

هذه الحماسة والحمية لا تظهر إلا ضد كل ما هو عربي وإسلامي، وتختفي أمام الأعداء الحقيقيين. وهذه المعارك غير المسئولة هي التي تثير الشعوب العربية والإسلامية ضد مصر. هذا العبث الإعلامي يزيد من نقمة الشعوب الإسلامية علي مصر، ونتيجة هذه المواقف الغلط تعرضت السفارات المصرية في عواصم إسلامية وعربية للرجم بالحجارة وزجاجات المولوتوف في مشهد معبر عن الحال التي وصلت إليها سمعة البلاد.

هؤلاء الذين يزجون بمصر الكبيرة في هذه المعارك الصغيرة لا يعون قدر مصر ومكانتها، ولا يدركون حجم الجرم الذي يشاركون فيه بسوء نية، فالمعركة ضد الأمة ومصر في القلب منها محتدمة والعدو واضح تماما ويحشد كل قواه لضرب الدول العربية والإسلامية واحدة تلو الأخرى، ولا حل إلا بمواجهته وليس بإعطاء رسائل للعدو مفادها أن مصر معهم ضد أمتها.
المعركة مفتوحة وعلي الشاشات ولا مكان للكذب، والشعوب لم تعد عمياء وهي تلعن من يخونوا الأمانة ويتولون وقت الزحف. والعدو واضح والفرار منه بمهاجمه خصومه لن يثنيه عن استهدافنا. وهؤلاء الذين يهاجمون خصوم أمريكا وإسرائيل في هذه اللحظة الفاصلة يضعون أنفسهم في خندق العدو ولن ترحمهم الشعوب لحظة الحساب.

إن المعركة الحقيقية هي بين الأمة وبين الحلف الصهيوني الأمريكي، وهذه المعركة يجب أن تتضافر فيها قوي الأمة حتي نكسر هذه الهجمة. ومن الطبيعي أن تسعي القوي الجاهلة والموجهة والطابور الخامس إلي تفكيك الأمة ونشر الشقاق والفرقة لكن علي العقلاء أن يعملوا علي مواجهة الإستراتيجية المعادية بمزيد من وحدة الصف المقاوم وتوحيد الأمة.
إن علي مصر دور قائد بحكم التاريخ والجغرافيا والعقيدة لا يمكن الفكاك منه، وللأسف فان من يحكم مصر الآن لا يعي طبيعة هذا الدور، وهناك نخبة مسيطرة تعمل لحساب أمريكا وإسرائيل وليس لحساب الوطن تسير بالبلاد نحو الاستسلام الكامل للعدو.

أن قدر مصر أن تكون في طليعة المواجهة، وواجب عليها مساندة صمود الشعب الفلسطيني، ومن العار أن تشارك في الحصار المضروب علي قطاع غزة.
علي الحكومة أن تتوقف عن الكذب وأن تفتح معبر رفح، وأن تقدم المال والسلاح للمقاومة الفلسطينية.
وعندما تتخلي مصر عن دورها فمن حق كل مسلم دعم الشعب الفلسطيني قدر استطاعته.