19 April 2009
|نظمت اللجنه الوطنيه العليا للقدس عاصمة الثقافة العربية 2009 اليوم السبت(18/4) بالتعاون مع مركز عمارة التراث بكلية الهندسة بالجامعة الإسلامية افتتاح أعمال اليوم الدراسي المعنون: "أثر الحروب والكوارث على المباني والمواقع الأثرية"، والاحتفال بافتتاح معرض ألوان من التراث الذي يقيمه مركز عمارة التراث بمشاركة من المركز الثقافي الفرنسي، وكلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصى،وذلك بحضور معالي الدكتور يوسف المنسي وزير الأشغال العامة والإسكان، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وأعضاء من المجلس التشريعي الفلسطيني، وأعضاء من مجلس أمناء الجامعة الإسلامية، وممثلو عدد من المؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة، وعدد كبير من الأكاديميين والمهتمين وطلبة قسم العمارة بكلية الهندسة.
حفظ للتراث
قال الدكتور عطا الله أبو السبح رئيس اللجنة الوطنية العليا للقدس عاصمة الثقافة العربية 2009" أن اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009 يحمل معنى عظيماً في ضمائر الأمة والعالم"، موضحا أن مدينة القدس عربية إسلامية، وإسلامية عربية وهذا يتعين تسليمه إلى الأجيال القادمة.
ودعا الدكتور أبو السبح العواصم العربية أن تفرد مكاناً للقدس نظراً للظروف الخاصة التي تمر بها المدينة المقدسة.
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية ذكر الدكتور كمالين شعت رئيس الجامعة الإسلامية أن انعقاد اليوم الدراسي وافتتاح المعرض المصاحب له هو استنهاض للطاقات في المجتمع، إلى جانب ذلك فهو يمثل مد لجسور من العلاقات الإيجابية مع العالم الخارجي للمشاركة في حفظ تراث هذا المجتمع، بحيث تصب جميع الجهود في بوتقة التراث بالاستفادة من التقنيات الحديثة.
وأشار الدكتور شعت إلى أن إقامة اليوم الدراسي في اليوم العالمي للتراث يجسد التواصل من أجل إحياء القيم الإنسانية للشعوب.
نموذج متميز لتكامل العمل
وأوضح الأستاذ الدكتور عدنان إنشاصي عميد كلية الهندسة بالجامعة الإسلامية أن اليوم الدراسي يبحث آثار الحروب والكوارث التي ألمت بالوطن وتراثه المعماري، وكيفية الحفاظ على رمز الهوية الوطنية، مشيرا إلى أن القدس حاضرة بقوة في أعمال اليوم ضمن أوراق العمل التي تناقش التراث المعماري والعمراني للمدينة المقدسة
وتحدث إنشاصي عن الفعاليات المصاحبة لليوم الدراسي وأهمها: معرض الرسومات التراثية، ووصفه بأنه نموذج متميز لتكامل العمل بين الجامعات الفلسطينية لخدمة قضايا وطنية هامة، مبينا أن المعرض مثال لتوجيه الفنون والرسم لخدمة التراث الفلسطيني، إضافة إلى احتواء المعرض على زخارف تراثية مستوحاة من التراث ومنفذة باستخدام الفسيفساء والتي جاءت كمخرج لدورة متميزة عقدها مركز التراث برعاية لجنة القدس ومبرة الرحمة والتي تم احتضانها في أكناف بيت حتحت الأثري.
وأضاف إنشاصي أن البعد التواصلي والانفتاح على العالم الخارجي يتمثل في مساهمة المركز الثقافي الفرنسي، وتابع يقول أنه يواكب اليوم الدراسي الاحتفال بوضع حجر أساس المتحف الوطني الفلسطيني الذي سيكون له دوراً أساسياً في حماية المقتنيات الأثرية والتاريخية في قطاع غزة من الضياع، والتعبير عن الشخصية الفلسطينية وحضارتها الأصيلة، والذي جاء ثمرة اتفاقية تعاون بين قسم الهندسة المعمارية ووزارة الثقافة.
أضرار لحقت بالمباني الأثرية
ووقف المهندس حسام الدين داود مدير مركز عمارة التراث، على الأضرار التي لحقت بالمباني الأثرية في قطاع غزة نتيجة الحروب السابقة والتي أثرت على حالتها الإنشائية، مما قد يعرضها للانهيار خصوصاً وجودها في قلب البلدة القديمة، وتأثر المباني بالحروب بشكل مباشر أو غير مباشر، واستعرض المهندس داود الأضرار التي تعرضت لها المباني الأثرية، ومنها: تدمير أجزاء كبيرة من المبنى، وتأثر باقي المبنى إنشائياً خاصة المباني التي استهدفت بشكل مباشر، وانهيار أجزاء من المباني نتيجة الارتجاجات والاهتزازات القوية التي كانت تنتج عن استهداف المواقع المجاورة لها، والتي أثرت على الحالة الإنشائية للمباني بشكل كبير، إلى جانب ظهور بعض الشقوق والتصدعات في المباني وكبر حجم الشقوق إلى حد يشكل خطراً على بقاء المبنى، وتخلخل بعض الحجارة وتساقطها في جدران عدد من المباني مما قد يهدد بانهيارها.
ومن جانبه تحدث الدكتور عبد الرحمن محمد الأستاذ المشارك في قسم الهندسة عن القوانين الدولية الحديثة، والإعلانات والاتفاقيات المتعلقة بحماية الممتلكات القانونية، واستعرض الأنشطة الدولية التي عقدت في هذا السياق، واعتبر أن حماية الممتلكات الثقافية جزء من القانون الدولي الإنساني، وأكد على ضرورة حماية الآثار وحماية ذاكرة الشعوب، وبين الانتهاكات التي تعرضت لها الممتلكات الثقافية الفلسطينية منذ أكثر من ستين عاماً، مطالبا منظمة اليونسكو ببذل الجهود للكشف عن الجرائم التي ارتكبت بحق تراث الشعب الفلسطيني، ودعا اليونسكو إلى العمل على تطبيق اتفاقية لاهاي عام 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية أثناء النزاعات المسلحة.
المتحف الوطني الفلسطيني
وبعد انتهاء الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي انتقل الحضور والمشاركون إلى منطقة تل العجول الأثرية الواقعة إلى شمال مدينة الزهراء للاحتفال بوضع حجر أساس المتحف الوطني الفلسطيني، وقد أقيم الاحتفال تحت رعاية دولة السيد إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني، ونظم الاحتفال وزارة الثقافة الفلسطينية بالتعاون مع قسم الهندسة المعمارية بالجامعة الإسلامية، بحضور معالي الدكتور يوسف المنسي وزير الأشغال العامة والإسكان، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ممثل دولة السيد إسماعيل هنية، والسيد جون جايتون مدير المركز الثقافي الفرنسي،ومجموعة من الأكاديميين و طلاب وطالبات الجامعة.
حاضنة للمقتنيات الأثرية في قطاع غزة
وفي كلمة دولة رئيس الوزراء والتي ألقاها نيابة عنه معالي الدكتور يوسف المنسي وزير الأشغال ووزير الاتصالات حيث أكد أن هذا اللقاء وحيث سيتم وضع حجر الأساس للمتحف الوطني، نضعه ليكون ذاكرة حقيقة شاهدة عبر العصور لحقب الكفاح والحقائق التاريخية والحضارات التي بناها هذا الشعب بأجياله المختلفة.
وأعلن المنسي عن دعم الحكومة الكامل لهذا الجهد ، داعيا المهتمون بالحضارات والإرث الحضاري والثقافي وجميع الدول العربة بان يمدوا يد العون والمساعدة في بناء هذا المعلم الحضاري، والحفاظ على هذا التاريخ والإرث الحضاري والثقافي الموروث في كل فلسطين بدءا من المسجد الأقصى، موضحا أن هذا المتحف إنما يأتي لنحافظ على تاريخنا ونبني على أسسه حاضرنا ومستقبلنا.
وأوضح الدكتور فريد القيق رئيس قسم الهندسة المعمارية بالجامعة الإسلامية أن المشروع يشكل حاضنة أساسية لكافة المقتنيات الأثرية في قطاع غزة، ويعكس زيادة الوعي المجتمعي نحو إعادة تقييم الموروث الثقافي الأثري في فلسطين، مفيدا بأن مشروع إقامة المتحف تعكس التعاون المشترك والجدية في العمل، وذكر أن المحافظة على الموروث الثقافي تمثل جزءاً من التراث الإنساني الفلسطيني.
وأشار الدكتور القيق أن الاعتداءات على المباني الأثرية في قطاع غزة تستدعي وقفة جادة من المجتمع الدولي.
ومن جانبه شرح الدكتور احمد محيسن المشرف على مشروع تصميم المتحف الوطني الفلسطيني فكرة المشروع التي تعكس جزءاً من تاريخ الحضارة الإسلامية وتحدث عن الفناء والفتحات والأقواس، مبينا أنه تم استلهام العناصر من خلال المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة، وتابع قوله بأن المتحف مصمم ليعرض المقتنيات والآثار الموجودة في قطاع غزة، ويشمل مجموعة من الأجنحة والقاعات والصالات، ولفت إلى أن اختيار موقع المتحف في منطقة أثرية يدلل عمق مضمون المتحف.
ومن جهة أخرى قال عز الدين المصري المدير التنفيذي للقدس عاصمة الثقافة "أن هذه الفعاليات لها بعد كبير ع المستوى الداخلي والخارجي ولن تكون تأسيس لفعاليات تذهب بيومها ولكن سنبني من خلالها مجموعة من المشاريع التي يضمن لها البقاء والاستمرار"، مشيرا إلى أن اليوم سيتم وضع حجر المتحف، وبالقريب اللبنات الأولى لمتنزه القدس الدولي والذي يضم المدينة التعليمية الأكبر في العالم لمدينة القدس والتي تعطي محاكاة للمدينة بكاملها وللمسجد الأقصى،وتابع يقول أن هذا المتنزه يهدف بالأساس ليتعرف أجيالنا على صرحنا الحضاري ووجهنا العامر وعلى أرضنا وبلادنا وليرتبطوا بها تعليما ووجدانيا وتاريخيا وثقافيا ليعلموا أن هذه بلادهم ويصروا على المضي نحوها لتكون تطلع وتشوق لتلك المدينة حتى لا ينساها الأجيال.
< Prev | Next > |
---|